U3F1ZWV6ZTM1NDQ0MjgwNDI2MDE1X0ZyZWUyMjM2MTMxNjk5MDE2OQ==

المعرفة الشخصية

المعرفة الشخصية


رأى مايكل بولاني، الكيميائي وفيلسوف العلم، أننا لا نعرف شيئًا معرفةً حقيقيةً — بمعنى أن تكون لدينا معرفةٌ شخصية به — إلا متى أمكننا تطبيقه للحصول على نتائج، وخيرُ الأمثلة على هذا ركوبُ الدراجة أو لعب الجولف أو الشطرنج؛ فالمعرفة الشخصية أو الفهم الحقيقي ينطوي على تحويل المعرفة المفاهيمية إلى أداة فعَّالة لحل المشكلات، وتناوُل موضوعات جديدة، والتوصُّل إلى اكتشافات جديدة.

يتضمن تكوينُ معرفة شخصية حدوثَ تحوُّل شخصي؛ وهو الأمر الذي يتطلَّب تعلُّمَ إطار عمل جديد ونماذج ذهنية جديدة، ثم استخدامهما لحلِّ مشكلات ملموسة. والمعرفة الشخصية هي نتاج دمج النظرية والتطبيق، ويمكن أن تيسِّرها رعايةُ أحد المرشدين؛ مثل: مدرِّس الرسم، أو خبير الجولف.

المعرفة الشخصية هي مفتاح الاكتشافات؛ فنحن عندما ندرس مجالًا بعينه، نتشرَّب كمًّا متزايدًا من أنواع معينة من المعرفة، تتضمَّن القواعد والحقائق والمصطلحات والعلاقات، وفي مرحلةٍ ما نصير على دراية كافية بهذه التفاصيل، حتى إننا نبدأ في التركيز على المجمل؛ 

وحينئذٍ يمكننا أن نبدأ في تبيُّن الأنماط ودلالات الأشياء، والشعور بوجود خطأٍ ما، حتى إنْ لم نستطِعْ دائمًا أن نعبِّر عن فهمنا بالكلمات. يحسِّن هذا من قدرتنا على إدراك المشكلات والفرص عند البحث، أو إجراء المقابلات مع المتقدِّمين للوظائف، أو فرز صفقات الاستحواذ.

تبدأ عملية الاكتشاف عندما نلاحظ — على نحو مبهم في كثير من الأحيان — وجود فجوة بين الوضع القائم وما يمكن أن يكون؛ حيث يخبرنا حدسنا أنَّ ثمة شيئًا أفضل وراء حدود مخيِّلتنا مباشَرةً. ومن أجل بناء ثقافة الاكتشاف، لا بد أن نشجِّع — لا أنْ نثبِّط — السعيَ المتحمِّس وراء حدسنا وحدس الآخرين؛ 

ثم يتعيَّن علينا أن نجتهد في التعبير عن فرضياتنا بوضوح، التي يمكن التشكيك فيها واختبارها متى صارت ملموسةً ومحدَّدة. والفرضيات التي تجتاز هذا العائق يمكنها عندئذٍ أن تخضع للاختبار الأكبر بالتطبيق العملي. وإنَّ منشأ هذه العملية بأكملها هو تطوير المعرفة الشخصية التي تُطبَّق بحماسٍ لحلِّ إحدى المشكلات.


لا تنسى ترك تعليق تحفيزى لنا و متابعة المدونة حتى تتواصل بكل جديد 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة