U3F1ZWV6ZTM1NDQ0MjgwNDI2MDE1X0ZyZWUyMjM2MTMxNjk5MDE2OQ==

الرؤية وتحقيق القيمة

الرؤية وتحقيق القيمة 



تبدأ الرؤية التجارية الفعَّالة بتحقيق القيمة وتنتهي بها؛ فالقيمة هي السبب الوحيد الذي ينبغي أن توجد من أجله أيُّ شركة. في اقتصاد السوق الحقيقي، ينبغي للشركة كي تصمد وتزدهر لفترة طويلة أن تطوِّر قدراتها وتستغلَّها في تحقيق قيمة حقيقية ومستدامة ومتميزة من أجل عملائها والمجتمع.

تحقيق القيمة : 

تخلق الشركات الناجحة القيمة عن طريق تقديم منتجات أو خدمات أعلى قيمةً لدى عملائها من البدائل المتاحة، وهي تحقِّق ذلك مع استهلاك موارد أقل، تاركةً قدرًا أكبر من الموارد متاحًا لسدِّ الاحتياجات الأخرى في المجتمع. تحقيق القيمة ينطوي على الارتقاء بحياة الأفراد، والمساهمة في تحقيق الازدهار للمجتمع.
وتحقيق القيمة هو دور الشركات في اقتصاد السوق؛ 

فالشركة التي لا تحقِّق قيمةً لا تُحسِّن حياةَ الأفراد، بل إنَّ الشركات التي تدمِّر القيمة ضارةٌ بحياتنا؛ فالشركات عندما تنتج منتجاتٍ غيرَ مربحة، تسحب بذلك الموارد من استخداماتٍ أعلى قيمةً. وعندما تهدر الشركات الموارد، فإنها تمنع أي استخدام نافع لها بالمرة؛ وفي كلتا الحالتين، يكون من الجدير فِعْله إعادة هيكلة النشاط التجاري المنخفض العوائد، أو بيعه إلى مالك أفضل، أو غلقه.

يُحدَّد نجاح الشركة الطويل المدى بمدى مساهمتها في تحسين حياة الأفراد وازدهارهم من خلال تحقيق القيمة. في السوق الحرة الحقيقية — التي تقوم على القواعد النافعة وحقوق الملكية — تُعَدُّ وسيلةُ القياس المناسبة لتحقيق القيمة هي الربحية الطويلة المدى.

يعني تحقيق قيمة متميِّزة توليدَ قيمةٍ من الموارد المستهلكة أكبر من قيمة الاستعمالات البديلة. وكلمة موارد لا نقصد بها رأس المال والمواد الخام فحسب، بل نقصد أيضًا العمالة والملكية الفكرية والمدخلات الأخرى.
 يمكن تحقيق قيمة متميِّزة عن طريق تحويل هذه الموارد إلى مُنتَجٍ أو خدمةٍ ذات قيمة أكبر بالنسبة للعميل، أو من خلال استهلاك عددٍ أقل من الموارد أو موارد تنخفض فيها تكلفة الفرصة البديلة، لتوفير المنتج أو الخدمة.

على سبيل المثال: تحوِّل شركات كوك النفطَ الخام إلى منتجات مثل البنزين، وتحوِّل الموادَّ الكيميائية إلى ألياف تُستخدَم في صناعة السجاد والملابس. فإذا استطعنا صناعة هذه المنتجات باستخدام عددٍ أقل من المواد الخام أو مواد خام تكلفتها أقل، فإن الموارد الموفَّرة تصير متاحةً لتلبية احتياجات أخرى؛
 مما يتيح ارتفاع أرباحنا حتى عندما تنخفض الأسعار لدينا. إذا حدث كلُّ هذا بالتناغُم مع مبادئ سليمة، فإننا نحقِّق قيمةً فعلية في المجتمع باستخدام السبيل الاقتصادي.

وإنَّ قدرة الشركة على تحقيق القيمة تصير أيسرَ كثيرًا في ظل اقتصاد سوق يوفِّق بين الاهتمامات المتنوعة لجماعة سكَّانيَّة متباينة فيما بينها. كلنا نميل إلى السعي وراء مصالحنا الخاصة، لكن في اقتصاد السوق الحقيقي لا يمكننا أن نزدهر إلا من خلال مدِّ الآخرين بما يولونه القيمة؛

 وقد لخَّصَ الاقتصادي آدم سميث هذه العملية عندما قال: «لا ننتظر من الجزار أو بائع الجعة أو الخباز أن يوفِّر لنا عشاءنا بفعل الكرم وحده، بل بفعل الفائدة التي يجلبها هذا الفعل لمصالحه الشخصية.»


لا تنسى ترك تعليق تحفيزى لنا , ومتابعة موقعنا حتى تتواصل بكل جديد 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة